قدّرت نسبة مشاركة الحركة الجمعوية في مسار التنمية المحلية بسيدي بلعباس بحوالي 1 بالمائة فقط، وهو المعدّل الذي لا يختلف كثيرا عن المعدل الوطني، حيث لاتزال معظم الجمعيات المحلية وعلى اختلاف مجالاتها بعيدة كل البعد عن المشاركة الفعلية في التنمية المحلية المستدامة.
حمل مشروع الميزانية الأولية لسنة 2018 بالولاية تخصيص مبالغ مالية موجهة للجمعيات اعتبرت بالضئيلة جدا من قبل بعض المنتخبين، الذين انتقدوا هذه الحصص المالية خلال الدورة العادية للمجلس الشعبي الولائي، حيث اعتبروا المبلغ الموجّه للجمعيات الرياضية والشبانبة والمقدّر بـ 500 مليون سنتيم بالضئيل جدا بالنظر إلى العدد الكبير لهذه الجمعيات الناشطة في الميدان، مؤكدين على أهمية ودور هذه الجمعيات في تمكين آلاف الشبان من ممارسة الرياضات المختلفة والألعاب الترفيهية والفكرية التي تبعدهم عن الانحراف، فيما انتقد آخرون أيضا المبلغ المشابه والموجه للجمعيات الثقافية، خاصة وأن عددا منها له تأثير واضح في دفع الحركية الثقافية بالولاية كجمعية البصمة للفنون التشكيلية، جمعية ريشة الإبداع الذهبي وبعض الجمعيات الشبانية المسرحية.
وتشير الإحصائيات إلى وجود حوالي 4 جمعيات فقط تمكّنت وبفضل مخطّطاتها وكفاءة القائمين في المشاركة فعليا في مسار التنمية المحلية، في حين لا تزال أغلب الجمعيات في مرحلة وضع الأساسات اللازمة، ومن ذلك نجد جمعية شباب متطوع التي تحتل الصدارة في العمل التنموي المحلي في المجال البيئي، حيث تتبنّى عديد المشاريع البيئية الطموحة من خلال خلقها لتمويل ذاتي ولشراكات أجنبية كمشروع إنشاء غابة ترفيهية، الذي يندرج ضمن برنامج المشاريع المصغرة لصندوق البيئة العالمي للبرنامج الإنمائي للأمم المتحدة بالجزائر، حيث استفادت من مبلغ 120 مليون سنتيم.
هذا وأكّد رئيسها سيد أحمد عيادون أنّ الجمعية حاليا تشارك أيضا في مشروع تسيير النفايات «أجيد»، الذي تشرف عليه الوكالة الوطنية للنفايات، ويندرج ضمن مشروع إتفاقية تعاون جزائرية بلجيكية في مجال تسيير النفايات ورسكلتها.
أما في المجال الصحي فتعد جمعية أمل في الحياة لمساعدة مرضى السرطان من أهم الجمعيات الناشطة بالولاية والتي فاق عدد منخرطيها 2300 مريض، حيث تتكفّل بمساعدتهم وتوفير مبالغ الفحوصات المواعيد العلاجية لدى الخواص، على الرغم من ضآلة الإعانات المخصصة لها وإعتمادها بالكامل على هبات المحسنين، وهو نفس المصدر التمويلي الذي تعتمد علية جمعية كافل اليتيم الخيرية وغيرها من الجمعيات الناشطة في هذا المجال لضمان إعانات مالية تسمح لها بمواصلة نشاطها الخيري.
وفي مجال المرور تنشط جمعية السّلامة المرورية، والتي حقّقت نتائج هامة على المستوى المحلي في توعية وتحسيس مختلف شرائح المجتمع حول مخاطر الطريق وسبل الوقاية من الحوادث.
هذا وكانت مديرية التنظيم والشؤون العامة وبالتنسيق مع مديرية الإدارة المحلية لولاية سيدي بلعباس قد قامت سابقا بعملية تطهير واسعة للجمعيات المؤسسة قانونا، والبالغ عددها 1500 جمعية بمختلف أصنافها وتخصصاتها الثقافية، الرياضية، الدينية وحتى جمعيات الأحياء من خلال إنشاء لجنة تحقيق لدراسة ملفات جل الجمعيات القديمة والجديدة التي حصلت على وصل إيداع، وصل تسجيل وإشهار، كما تمّ تجميد إعتماداتها المالية والتحقيق في مصير الأموال التي استفادت منها خاصة الجمعيات التي لم تحقق أي نشاط يذكر في مجال تخصصها، حيث تمّ حل بعض الجمعيات بسبب تأخرها عن إيداع قانونها الأساسي، وبسبب قلة نشاطها أو اقتصاره على المناسباتية فقط، فضلا عن جهلها بالقوانين المعمول بها ما جعلها تتخلّف عن الآجال المحددة وتحل بقوة القانون، هذا الأخير الذي مكّن من تحيين القائمة وقطع الطريق أمام بعض الجمعيات المناسباتية والطفيلية التي تكثّف من نشاطاتها تزامنا مع توزيع الإعانات فقط، فضلا عن جمعيات أخرى استغلّت إعتماداتها في جمع الأموال على حساب الفقراء والمعوزين، من أرباب العمل والتجار والمقاولين وجمع تبرعات لا تذهب إلى وجهتها المرجوّة في غالب الأحيان.